وغادر كبير المفاوضين الإيرانيين في المفاوضات مع مجموعة 4 + 1 علي باقري كني صباح اليوم الاثنين طهران، متوجهاً إلى العاصمة النمساوية فيينا لمواصلة المشاورات وسیعود باقري كني الى فيينا، بهدف استئناف المفاوضات بين ايران ومجموعة الدول 4+1 مع التركيز على الغاء الحظر الامريكي الظالم عن ايران.
ياتي ذلك بعد الاتفاق بين رؤساء الوفد الايراني المفاوض والدول الاوروبية الثلاث بشان عودتهم المؤقتة، الجمعة الماضي، الى عواصمهم للتشاور؛ وفي ضوء التقدم المستمر على صعيد المباحثات بشأن الغاء الحظر.
وعقد فريق العمل المعني بالغاء الحظر الظالم في اطار المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة الدول 4+1، اجتماعه امس الاحد في فندق كوبورغ بفيينا.
وان مفاوضات فيينا جارية بمختلف الصعد والصيغ من اجل التوصل الى حلول بشان القضايا الخلافية.
ويركز فريق خبراء الفريق الايراني المفاوض ومجموعة الدول 4+1، على موضوعي "التحقيق من اجراءات واشنطن" و"الضمانات" وصولا الى اتفاق مستديم يمكن التعويل عليه.
وتشارك الولايات المتحدة ، بصفتها المنتهک الرئیسي للاتفاق، بشكل غير مباشر في المفاوضات لبحث كيفية العودة إلى الاتفاق. ويلعب الاتحاد الأوروبي دورًا محايدًا كمنسق لهذه المفاوضات، لكن كل من هذه الدول تسعى وراء مصالح وطنية مختلفة.
واعتمدت الجمهورية الاسلامية الايرانية سياسة "الصبر الاستراتيجي" وكانت ملتزمة بتعهداتها بعد عام من انسحاب امريكا من الاتفاق النووي وذلك بهدف توفير فرصة للدول الاوربية التي وعدت بالتعويض عن الاثار الناجمة عن الانسحاب الامريكي إلا ان ايران وبعد ما لم تشهد اي تحرك من جانب تلك الدول اعلنت انها ستخفض تعهداتها تجاه الاتفاق النووي بشكل تدريجي ولكن يمكن التراجع عن هذا الاجراء.
واشار وزیر الخارجیة الایراني امير عبداللهيان الى عدم امتلاك الاطراف الغربية مبادرات في مفاوضات فيينا وقال: ان الاشكالية الموجودة لدى الاطراف الغربية وقد اوضحت ذلك لوزير الخارجية الصيني ايضا هي ان الدول الاوروبية الثلاث وكذلك اميركا سواء في الـ non-paper التي تتبادلها او الرسائل التي تبعثها عبر وسطاء تتحدث بكلام جيد لكنها لا تقدم اي مبادرة عملية.مضيفا ان سلوك الغربيين بالمقارنة مع تصريحاتهم بانهم قلقون ومستعجلون وعدم المبادرة لديهم، مؤشر الى وجود تناقض بين اقوالهم وافعالهم.
وتوجد مواقف تنسيقية بين الصين وروسيا مع الجمهورية الإسلامية الایرانیة في هذه المفاوضات، وهم يساعدون الاتحاد الأوروبي على دفع المحادثات إلى الأمام.
وتعتقد روسيا أن الاتفاق النووي هو وثيقة تعمل على ارساء الامن والاستقرار بالمنطقة من خلال تهدئة التوترات بين إيران والغرب ومنع سباق التسلح في الشرق الأوسط.
ويری مراقبون إن روسيا تريد أن تنجح مفاوضات فيينا. ويشير مسؤولو موسكو إلى نفس القضية في مواقفهم. وتعتبر نفسها طرفًا في المفاوضات ومستفيدًا من الاتفاق، وهو إنجاز دبلوماسي كبير لروسيا. لذلك ، تريد روسيا أن تتوصل جميع الأطراف إلى اتفاق وتستأنف تنفيذه.
وصرح رئيس الوفد الروسي المشارك في مفاوضات فيينا "ميخائيل اوليانوف"، بأن جميع المفاوضين أقروا بإحراز تقدم في إحياء اتفاق عام 2015 ورفع الحظر.
وأضاف أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى النتيجة المتوخاة ، موضحاً: أنه وفقًا لتقييم موسكو ، يمكن التوصل إلى اتفاق نهائي بحلول فبراير فيما صرح كبير المفاوضين الصينيين ، وانغ تشيوان ، بشكل مماثل أن المفاوضات تمضي قدمًا.
وتعتقد الصين ، كقوة اقتصادية ، أن نجاح مفاوضات فيينا سيعزز العلاقات الاقتصادية مع إيران. كما أن اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين لـ 25 عاما جعلت مواقف بكين في المفاوضات أقرب إلى طهران. وكما قال كبير المفاوضين الصينيين: لطالما ناقش الصین وایران جميع القضایا المتعلقة بالمفاوضات. واکد إن إيران تلعب دوراً بناءً للغاية في المفاوضات من خلال تقديم مبادرات جديدة وشاملة مضیفا إن الصين تدعم بقوة مطالب إيران العقلانية لأنشطتها النووية واکد ان بلاده ستواصل دعم إيران للاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وتجری المفاوضات فی فیینا رغم مساعی الاطراف الغربية لاثارة الاجواء السلبية ضد ايران والايحاء بان ايران هي مسؤولة عن الوضع الحالي في بداية المفاوضات والان وبعد مرور شهر من انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات في فيينا والقبول بمطالب ايران كمبدأ المفاوضات ان الدول الغربیة ادرکت الحقائق وقللوا من توقعاتهم ، والمحادثات تسير في الاتجاه الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأعلن مصدر مطلع ان الكثير من نقاط الخلاف في مفاوضات رفع الحظر بفيينا قد عولجت فيما تتباحث الوفود حاليا حول سبل تنفيذ الاتفاق المحتمل.
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: ان المفاوضات جارية حاليا حول القضايا الصعبة وكيفية صياغة القضايا التي تم الاتفاق على مبادئها الى عبارات وإدراجها في الوثيقة.
وقال: تمت معالجة الكثير من الأقواس ذات الصلة بالحظر والقضايا النووية والعمل جار حاليا بشكل متزايد على الملحق الثالث حول التنفيذ والتسلسل للاتفاق المحتمل.
وبشأن "التسلسل" أوضح أن هذه المسألة تتمثل بالخطوات التي ينبغي أن تتخذها إيران والولايات المتحدة من أجل التنفيذ الكامل لاتفاق عام 2015 ، معتبرا "هذه الاجراءات بحاجة الى التحقق منها" واضاف: نحن نناقش التفاصيل وهذا الجزء هو الأصعب والأطول في المفاوضات لكنه ضروري تماما للوصول الى هدفنا.
لكن الجمهورية الإسلامية الایرانیة تصر على أنها لن تنتظر نتيجة المفاوضات داعیة الدول الغربیة أن تظهر رغبتها الحقيقية في التوصل إلى اتفاق من خلال اتخاذ الخطوات الضرورية الفاعلة.
والحقيقة ان المفاوضات الجارية تمثل فرصة جديدة امام اوروبا وامريكا كي تتخذا خطوة فاعلة على ارض الواقع لكسب ثقة الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد اربعة سنوات من نكث العهود وهذا في حين ان الولايات المتحدة الامريكية التي اعلنت منذ بدء المفاوضات بانها تملك نوايا حسنة ومستعدة لالغاء الحظر،لم تتخذ اي خطوة فاعلة لتحقيق ذلك فحسب بل فرضت عقوبات جديدة على ايران وهددتها بانه في حال استمرار التقدم النووي ستلجأ الى الية اسنب بك او الية الزناد؛ الادعاء الذي تدرك امريكا جيدا لا يحق لها استخدام هذه الالية كونها انسحبت من الاتفاق النووي إلا انها ومن خلال هذه التهديدات ستضر بالثقة السائدة في هذه الجولة من المفاوضات.
الملفت ان وفد الجمهورية الاسلامية الايرانية حضرت المفاوضات بارادة جادة بهدف التوصل الى اتفاق نهائي وتؤكد اذا تمتلك الاطراف الغربية ارادة جادة سيمكن التوصل الى اتفاق مرضي.
والموضوع الذي يحظى باهمية هي ان سياسة الصبر الاستراتيجي الذي اعتمدتها ايران لن تستمر الى الابد وعلى الاطراف الغربية التحرك في اتجاه بناء بدلا عن السعي وراء انتزاع التنازلات من ايران من خلال سياسة امريكا المتمثلة في ممارسة الضغط القصوى.
ولقد أثبتت ایران انها تتحلى بالحكمة والبصيرة والشجاعة خلال المفاوضات والآن حان الوقت للغرب أن يتخلی عن المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة التي تتعارض مع المفاوضات المهنية لتسريع وتیرة عملية المفاوضات ویجب علیه ان يتخذ إجراءات موثوقة وذات مصداقية.
انتهی **3280
تعليقك